فى يوم عرس من أحببت

على كرسى الاعتراف
**************
كنت أتمنى ياحبيبتى لك الأفراح
و كنت أود أن أكون لك أياد و راح
أقدم لك السعادة كل مساء و صباح
فتملئى الكأس شهدا و أشرب الأقداح
و أضيىء سراج حبى بنورك الوضاح
فسر فؤادى يعشق أن لك يضحى مباح

لكم شغلت بك البال و أحللت لك المحال
و سجدت معك الفؤاد و راقصت معك الجبال
سألتى قلبى الحب أعطاك و غدقا لم يبال
علمتك معنى الأمانى و علمتك كيف الآمال
و كنت أملى بل منتهى أملى بقدك المختال
فرسمت معك العمر و لنحيا بالعز لا الاذلال

ترى يا حبيبتى جفت ينابيع الهوى بقلوبنا
أحقا ضاعت الأيام .. أحقا أغتيلت آمالنا
لكم حدثت نفسى لنفسى شاكية من حبنا
و لكم دافعت المسكينة عنك و عن أيامنا
أين يا حبيبتى كلماتنا أين لمساتنا همساتنا
و أين ذهبت النظرات و بالوصال وعودنا

ترى لعرسك دعوتنى أم دعوة لمأتمى
كنت أدعى البرود و النار تسرى فى دمى
كنت أهديك التهانى لأخف عنك محزنى
جمدت الدمع بجفنى كى لا يفضح أعينى
لكأن كاتبات الأقدار بقصتى ترويننى
فتارة يكابدن أساى و تارة يلومننى

هنيئا لك بعدى فأنعمى بسعد حالك
فاننى لأمر الوصال بقربك لست مالك
و عللى فى البعد عنك أجد الخير سالك
فيطيب لى العش و أرى النور بعد ظلمة المهالك
فاننى قد واعدت نفسى أن سأكون للشوق تارك
و الحق أنى لولا الشوق ماجئت اليوم أبارك

قد جف خلقى فهو كالجدب أو كالقفار
فكأننى مسافر قد ضاع منى القطار
قدرا خط لنا بالعذاب وبالفراق المسار
فرحت أهرب و لكن أين من قدرى الفرار
لسوف أتحدى الليالى و أستنصر بالأقدار
و أبحث عن نحمة حبى فبعدك لن يخل المدار

ألا تكف يا فؤادى عن هواها فتكون كريما
كم عشت ليال فى ذا الهوى مخمورا و نديما
ها هى جناتها أمست الليلة عليك جحيما
و ها هو دواء هواها قد أورث الجرح الأليما
فأكاد أصرخ بين الورى بصوتا حميما
لولا أن العقل خجلا يجعل اللسان قويما

ياعروسا تجملت بأبهى الحلى و الثياب
حليك كان بعينى نار و جمار و عذاب
فلن تكونى حبيبتى فلقد زالت الأسباب
و هوت دارا بنيناها فعلى من أطرق الباب
لا تبكى عينى فأنه يوم أفراح الأحباب
أسعدنى الله و اياهم فى الوجود أو الغياب